لماذا الوضعية المشكلة ؟
ثمة أسئلة كثيرة تطرح نفسها على الباحث فـي علوم التربية أو المهتم بالديداكتيك العام أو الخاص تتعلق بماهية الوضعية المشكلة من قبيل : ما الوضعية المشكلة ؟ هل هي بيداغوجيا جديدة أم تجديد بيداغوجي ؟ هل هي مقاربة جديدة فـي التدريس ؟ هل هي مقاربة تتسم بالدقة والملاءمة والقابلية للتطبيق فـي جميع مستويات التعليم وفـي جميع المواد أو التخصصات...؟
يتحدث الجميع، اليوم، عن الوضعية المشكلة، لكننا فـي واقع الحال عم نتحدث بالتحديد ؟ وأي نقل ديداكتيكي يقترحه علينا الاشتغال بالوضعية المشكلة تلقائيا أو غائيا ؟ وأي منافع بيداغوجية تهم التلاميذ1 [بعامة] ونحن نشتغل عليها وبها...؟
يرى فليب بيرنو أننا نطلب من المتعلم بناء كفايات بمواجهته بانتظام وبكثافة لوضعيات مشكلات معقدة نسبيا، تعبيء مختلف أنواع الموارد المعرفية. ويتساءل قائلا : لماذا لا نتحدث عن المشاكل ببساطة ؟ لقد اقترحت المدرسة على التلاميذ مشاكل مصطنعة كليا وغير سياقية بغاية حلها، وهي بعيدة كل البعد عما يسمى التعلم بالمشكلات المعمول به فـي بعض كليات الطب.